استيقظت فجر ذات يوم حالم
اشعر بسعادة لا توصف
جلست انظر حولي هنا .. وهناك
اتذكر ذلك الحلم الرائع
حلم .. كنت قد رأيته في نومي
هائنذا .. ابدأ التذكر ..............!!!
دق جرس الهاتف
تناولت السماعة في بطئ وتكاسل
ووضعتها على اذني .. ولم انطق
ملل .. فظيع .. يحيط بي
من كثرته تمنيت لو اني لم ارد
وما هي الا هنيهات
حتى اخترقت اذناي اعذب الالحان
وكأني استمع لنغم شجي
كلمة واحدة قالتها .. كانت كفيلة جدا
ان تحيل القلب الى آلة
تدق .. وتتخبط .. بسرعة فائقة
كلمة واحدة سمعتها منها
...... آآآلووو .......
واستغرقت بضعة ثواني .. بل دقائق
حتى استطعت استرداد رشدي
وتحرر اللسان من لجامه
فنطق فمي دون وعي
يقول .. يسال .. ....... من ..؟؟؟
كنت اعلم بانها هي
ولكن الادراك توقف حينها
اجابت .. انا ......!!
فلم استطع ان اجيب
فقالت .. ما بك .. يا حبيبي
فاخذت أثأثئ .. واتلعثم
فاجبت .. لا شيئ
فقالت .. وتبدو انها مسرعة
حبيبي .. انا انتظرك
فلا تتاخر علي ..
واغلقت الهاتف وهي لا تدري بحالي
ثم جهزت نفسي واسرعت لملاقاتها
قاصدا بيتها ... لاصطحبها
وكانت تقف امام البيت تنتظر
فاسرعت نحوي مبتسمة الوجه
ثم ركبت السيارة
والقت علي التحية
ثم سالتني .. الى اين سنذهب ..؟
فلم ارد .. ولم اجيبها
فسكتت .. لانها تعلم مكاننا المعهود
وهو .. ركن هادئ صغير
في زاوية الحديقة ..
التابعة لمطعم صغير
وكنا طوال الطريق يلفنا الصمت الغامض
وكأني لا زلت نائما
ووصلنا الى ركننا العزيز
وذهبنا مباشرة الى طاولتنا
فاذا بها تباغتني بطعنة مسمومة
حبيبي .. لقد تقدم امس رجل لخطبتي
ورايت ان اهلي لا يمانعون
وقرات في عيونهم مباركة لنا
اما انا ..
لو نظر احدكم الي حينها
لظن اني من الاموات
فنظرت اليها مليا
احاول ان اقرأ عيناها
وكانت تداريها عني
وتحرص ان لا تلتقي عيوننا
واستمر صمتي المميت
حتى جن جنونها
فسالتني بنوع من الغضب
ماذا بك .. لم لا تجيبني
ما رايك في ما اخبرتك
وما الذي ستقدم عليه
وما هي ردة فعلك
فاجبتها بكل برود
ما الذي تنتظرينه مني ..
ففتحت فمها وكلها دهشة
ماذا .... ماذا انتظر منك ...؟؟
الا تدرك اني ساضيع منك ..
الم تستوعب كلامي
فاجبتها .. يبدو انك سعيدة
ولشدة عجبي .. قد احمر وجهها
... وجائت الطعنة الاخرى ...
حين اجابت ..
بصراحة .. هو لا يُترك
فاجبتها . وطعم السم يسري في شراييني
لم لا توافقين عليه .. لم لا تتزوجينه
فقالت .. لا .. تقدم انت لاهلي
فقلت لنفسي سائلا .. هل هذا يوم الوداع ...؟؟
فقالت .. ها .. متى ستاتي لابي
انهم لا يعلمون عنك حتى الان
وانا استحي ان اقول لهم
فقمت من فوري .. منتفضا
وقلت لها .. واقف امامها
حسنا .. لننهي هذا فورا
اخبري والدك باني ساحضر غدا
في الساعة الثامنة ليلا
.. اصارحكم .. لم اشعر بانها فرحت ...
لم ارى ذلك البريق الذي كان في عينيها
وهي تخبرني عن ذلك العريس
ولكني لم ابد لها احساسي بهذا
وعدنا الى السيارة .. وانطلقنا
اوصلتها الى بيتها وانا لا اشعر اين انا
وفي الثامنة مساءا .. من اليوم التالي
دقت الساعة بذلك
وانا اقف على ذلك الباب
لم يكن باب بيتها
بل كان .. بوابة المطار
ولم ادر .. حينها سبب سعادتي تلك
حتى استيقظت .. من حلمي
تحياتي\ الزهرة