'
في يومٍ ما..
راودتني فكرةٌ إستغرقت تفكيري
عن شخص
لن أقول منذ أبصرت عيناه النور "فهما لم تبصراه لحظه"
بل منذ أن ولد
كتب عليه أن يكون أعمى!
وأن لا يرى إلا أحلامه "فقط من بعيد"
مضت به الأيام بلا ألوان
فلم يكن يبصر شيئاً
حتى الأسود لم يتسن له رؤيته
~ ~ ~ ~
يسمع صاحبنا بشروق شمس يوم جديد
وبطلوع البدر
لكنه لا يطيل التدقيق في هذه الكلمات
فلم يرى شروق شمس قط
ولا ببزوغ فجر
ولا بطلوع بدر
فلا يعلم لها شكلاً.
~ ~ ~ ~ ~
كان يحلم "فلم يفقد هذه الميزة رغم فقدانه بصره"
بمعنى "اللون"
ومعنى "الجمال"
وبما هية "الوسامه"
وأستغرقت به أحلامه فتسأل كيف "الورده"
والماء ذلك الذي أستعذب طعمه
ولا أستطيع الصبر عنه كيف يكون!
كان يسمع بأنه "شفاف"
لكن..
ليس من رأى كمن سمع !
~ ~ ~ ~
فيما هو يعبر الطريق ذات يوم
سمع "فهذا هو الشئ الوحيد الذي يجيده"
صوتاً يناديه من بعيد
شق ذلك الصوت حرارة اليوم القائظ
إلتفت صاحبنا فإذا بيد شديدة القبضه إستوت على كتفه
فقال له الشخص "بعد أن رأى جرة الماء التي على كتف صاحبنا"
هل لي ببعض منه!
قال له صاحبنا حباً وكرامه
إليك بالجره فأشرب ما شئت..
روى الغريب ظماءه..
وإلتفت لصاحبنا
وقال أأنت أعمى!
أجابه: ماذا ترى؟
قال له الغريب معرفاً بنفسه أنا كاهن الشرق..
وأن أذنت لي كمكافأة لك
أن أعيد إليك بصرك مع شروق شمس الغد!
إرتمى صاحبنا بين قدميه شاكراً
وراح يركض لا يلوي على شئ
حتى أنه نسي جرة الماء
~ ~ ~ ~
وصل صاحبنا إلى منزله
لا تسعه الفرحه
طفق ينتظر وينتظر
وخيل له أن الوقت قد توقف
لشدة ما نزل به من طوب إنتظارٍ وترقب
لم ينم
ولم يتحرك من مكانه
من على سطح المنزل
وما هي سويعات
إلا وخيوط الفجر قد تراءت له
قفز من مكانه
راح يركض في كل مكان ويصرخ
لأول مره عرف للحياة معنى!
ولون وطعم
وبسرعه ذهب إلى حديقة قريبه
وراح يقلب بين أغصانها باحثاً
عن الورد
لسيتدل برائحته عليه
راح ينظر هنا وهناك
في نفس الوقت
حتى تعب
وركن إلى جذع شجره وراح ينظر للشمس
دقائقٌ قليله
وإذا بالشمس تغيب
كيف!
كنت ضريراً لكني أعلم أن الشمس لا تغرب إلا في نهاية اليوم
ليتذكر صاحبنا كلام الكاهن
الذي غفل أو "تغافل" عنه
بعودة بصره لنصف ساعه فقط
~ ~ ~ ~
أفلت شمس صاحبنا
وكان صاحب الغروب الأسرع في التاريخ
وأصبح في كل يوم يجلس في مكانه
على شرفة ذلك البيت
منتظراً أن يرى الشروق مجدداً
~ ~ ~ ~ ~
أحبائي:
هل يا ترى كان من الخير له أن يرى لبرهة..!
أم ليته عاش ضريراً ما بقي؟
"لا يستطيع أحد ركوب ظهرك ، إلا إذا كنت منحنياً"
مارتن لوثر