لقدس المحتلة - ا.ف.ب - قال علاء (24 عاما) وهو سائق جرافة مقدسي يجرف طريقا في القدس الغربية "لا استطيع العمل دون وجود شرطي اسرائيلي. اذا اردت قطع الشارع او التحرك او تغيير اتجاهي علي ان اخبر الشرطي والا فان اية غلطة ستكلفني حياتي".
وفي شارع بيت هاكيرم في القدس الغربية يقوم سائقو جرافات عرب بتجريف الاسفلت تمهيدا لمد سكة حديد، ويتواجد بجانبهم عدد من افراد الشرطة الاسرائيلية الذين يراقبون تحركاتهم خشية ان يهجم احدهم بالجرافة على اسرائيليين. وأدى هجومان نفذهما فلسطينيان من القدس الشرقية بجرافة الشهر الماضي الى زيادة حدة الارتياب بالعمال المقدسيين. وقال الناطق باسم الشرطة الاسرائيلية ميكي روزنفيلد لوكالة فرانس برس ان "الشرطة الاسرائيلية تنشر تعزيزات كبيرة لا سيما قرب ورش العمل لمنع تكرار هجمات كهذه".
واضاف "ننظم دوريات ونقوم على مدار الساعة بفحص العمال العرب والتدقيق في هوياتهم، وصاحب العمل وأدوات العمل. نقوم بمثل هذا النشاط في شرق القدس" المحتلة منذ عام 1967.
واكد علاء سائق الجرافة وهو من جبل المكبر، "كنا نعمل وننجز العمل بسرعة لكن الآن حركتنا باتت محدودة. ممنوع ان نسرع وكل حركة يجب ان ننسقها مع الشرطي. علي ان أكون حذرا وان احافظ على حياتي، فأي خطأ قد يعتبروه عملا قوميا معاديا، ويتسبب بقتلي".
وقال محمد (22 عاما) الشاب المقدسي الذي يعمل في الموقع نفسه بغضب وحنق "اليوم خالفني الشرطي بمبلغ 1500 شيقل نحو (430 دولارا) بحجة القيادة بسرعة ووضع ست نقاط سلبية على الرخصة. وتساءل هل يمكن للجرافة ان تسرع اصلا على شارع ترابي؟ ". وتابع محمد "كنا سبعة سواقين نعمل في هذا الشارع لكن تغيب اليوم اربعة منهم لشدة المضايقات". وقال متهكما ان "رجال الشرطة نصفهم يذهب للنوم والاحتماء تحت الشجر من اشعة الشمس. نذهب للبحث عنهم لاخبارهم ماذا سنفعل". واضاف "لقد منعت الشرطة ثلاثين جرافة من السير بحجة انها بلا غماز او اضاءة او اي خلل صغير. منعوا اصحابها من العمل، انهم ينتقمون منا".
وقال العامل احمد (29 عاما) وهو يجلس متربعا على الرصيف مع نحو عشرة عمال آخرين لتناول وجبهة الغداء، "وضعت الشرطة حواجز على مداخل قريتي صور باهر وام طوبا في القدس لان منفذي عملية الجرافات من هناك. انهم يعيقون خروج العمال منها ويضايقونهم". واضاف "نحن نعمل بالحفر تحت قيظ الشمس ولا نحصل الا على الحد الادنى من الاجور اي نحو الف دولار (3500 شيقل) وبالكاد نعيش كفاف يومنا في بلد من أغلى دول العالم، والضرائب لا تعد ولا تحصى".
وحتى يستطيع المقدسي العمل في المصانع او اماكن العمل الاسرائيلية عليه الحصول على شهادة حسن سلوك من الشرطة الاسرائيلية، بحيث لا يكون لديه ملف امني او جنائي او اي انواع الملفات. وقال مدير مركز القدس للحقوق الاجتماعية والاقتصادية زياد الحموري لوكالة فرانس برس "ان مدينة القدس الشرقية بالرغم من حرية التنقل الا ان سكانها الاكثر فقرا بحسب كل الاحصائيات الاسرائيلية".